Wednesday, November 23, 2016

الصغار و مواقع التواصل الاجتماعي




الصغار و مواقع التواصل الاجتماعي







يبدي اختصاصيون اجتماعيون تخوفاً من ازدياد التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عند الأطفال والمراهقين، مع ما يعنيه ذلك من خلل في قدرة الأسر على ضبط إيقاع العملية التربوية، وضعف التحكم في مدخلات هذه المواقع ومخرجاتها.

ويقبل كثيرون من مختلف المراحل العمرية على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للمساحات الواسعة التي توفرها لإبداء الآراء وتبادل الأفكار دون وجود رقابة أو قيود، وسط تحذيرات من تأثير الانغماس في التواصل الافتراضي على علاقات الشخص الحقيقية، فضلاً عما تحتويه بعض تلك المواقع من مواد وصور لا تتناسب مع طبيعة الأسرة العربية المحافظة.

ويبقى الوعي الالكتروني بجميع محتوياته ومساراته الحل الأمثل لمواجهة صراعات وتيارات التعدي على الخصوصية الفردية أو الاجتماعية، إلى جانب تحديث القوانين والتشريعات المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، بحسب خبراء

وحذر الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة من تنامي ظاهرة استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، لما لذلك من انعكاس سلبي على ثقافة الطفل واتجاهاته وميوله، فاستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر يؤثر على تفاعل واندماج الطفل مع بيئته الأسرية، كما أن الاستخدام المفرط لهذه المواقع يعزز الانسحابية للأطفال.

وأضاف أن هناك عدداً من الآثار السلبية المترتبة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها تعرض الأطفال للانحراف والمشكلات السلوكية، إضافة إلى وضع الطفل تحت الخطورة والمتمثلة في تعرضه لمشكلات وإساءات كثيرة وأبرزها الإساءات الجنسية.

كما قدم الدكتور العموش عدة نصائح اجتماعية تكمن في ضرورة توعية الأسر، خصوصاً الأبوين بمخاطر استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أهمية دور المدرسة في توعية الأطفال بمخاطر استخدام هذه المواقع.

ورأى الأخصائي الاجتماعي بدر عبدالفتاح أن التواصل الاجتماعي في مفهومه العام مفيد جداً، ويساعد في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الناس، كما أنه وسيلة للتواصل مع الأصدقاء والأقارب، ولكن من الضروري أن تكون هناك رقابة جادة ومتابعة من الوالدين لأطفالهم بين حين وآخر، مشترطاً وجود الثقة المتبادلة بين الطرفين.

كما اعتبر أن الاستخدام السلبي لمواقع التواصل بين الأطفال يؤدي إلى وجود بعض الأخطار الاجتماعية، ذكر منها: زيادة الإشاعات السلبية بين الأطفال، إضافة إلى إثارة الغيبة والنميمة، وتبادل الألفاظ المشينة والمسيئة والمخالفة للعادات والتقاليد والقيم الإنسانية.

كما شدد الأخصائي بدر عبدالفتاح على خطورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة، حيث تعتبر من أهم أسباب انعزال الأطفال وتوتر علاقاتهم مع أسرهم.

ووجه عبدالفتاح أولياء الأمور إلى ضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال، كاطلاع أولياء الأمور على المواقع التي يتصفحها الأطفال، مع مراعاة إعطاء مساحة من الحرية والثقة للطفل، كما أن مشاركة أولياء الأمور في مواقع التواصل الاجتماعي مع أطفالهم يعزز العلاقات الأسرية بشكل أفضل.

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن لمواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت منافع ومخاطر على الأطفال. وذكر موقع «هلث دي نيوز» الأمريكي أن الدراسة التي نشرت في مجلة «بدياتريكس»، أشارت إلى أن أكثر من نصف المراهقين يزورون هذه المواقع مثل «فيس بوك» و «تويتر» مرة على الأقل يوميا، إن لم يكن في أغلب أوقات فراغهم. 

وأشارت الدراسة إلى أن ربع المراهقين قالوا إنهم يزورون مواقعهم الاجتماعية المفضلة 10 مرات أو أكثر يوميا. 
وأكدت الباحثة جوين أوكيفي المسؤولة عن الدراسة والمديرة التنفيذية للمجلة، أن مواقع التواصل الاجتماعي هى على الأغلب جيدة، حيث إن الأطفال يتواصلون اجتماعيا ومع بعضهم حاليا، وأضافت أن المساحات الاجتماعية للأطفال تتقلص حاليا، فليس لديهم الأماكن أو الوقت ليتواصلوا، وهذه المواقع الاجتماعية تسمح لهم بذلك. 

وأشارت أوكيفي إلى أن على الأهل أن يعرفوا التعامل مع هذه المسألة، وأن الطريقة الأمثل لذلك هي أن يكونوا «أصدقاء» مع أولادهم على هذه المواقع، وإن لم يقبل الطفل بضم أهله إلى لائحة أصدقائه، فإن ذلك يعني أن شيئا خطأ يحصل. 

وأضافت أوكيفي أن معظم الأهل لا يسمحون لأطفالهم بالدخول إلى المطبخ أو القيادة من دون تعليمهم أولا، فإن الأطفال بحاجة لمعرفة كيفية عمل الفيسبوك وكيفية التعامل معه بطريقة مناسبة. فلا تظنوا أن أولادكم يعرفون كل هذه الأمور.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه المواقع لا تخلو من الخطر، وأحد هذه المخاطر التعرض للمضايقات والتهديد عبر الإنترنت. 





خريطة الجامعة الاردنية